انظر ما حدث مع عمر ..... للعبرة

بسم الله الرحمن الرحيم

عاد عمر من المدرسة وهو يحمل دفتر علاماته للثلاثي الأول من الدراسة ، فلما رآه والداه وبخاه قائلين : نتائجك دائما سيئة وغير مرضية وهذا المستوى غير مقبول إطلاقا ، لماذا زميلك خالد علاماته دوما ممتازة ؟
فتذمر عمر قائلا : وما ذنبي أنا إذا كان الله أعطاه الذكاء وأنا لم يعطني .
فصاح به أبوه بنبرة حادة : بل المذاكرة الجادة يا عمر هي سبيل التفوق والنجاح .
فهز عمر كتفيه منزعجا وقال وهو ينصرف : لم تكن المذاكرة يوما ذات فائدة فالذكاء هو كل شيء ، وزميلي خالد لم يذاكر يوما ولو حرفا واحدا .
وكان جده على الأريكة يستمع لكل كلمة قيلت .
وبينما عمر في غرفته يلهو بالحاسوب إذ طرق عليه الباب فجأة فرد : من ؟
ـ أنا جدك يا بني ، فهل تسمح لي بالدخول ؟
ـ طبعا تفضل يا جدي .
دخل الجد وجلس صامتا لبرهة ثم قال : كيف حال دراستك ؟
ـ أنت تعلم أنها ليست على ما يرام يا جدي .
ـ أعلم يا بني فقد سمعت حوارك مع أبويك في الصباح لهذا جئت لكي أرفه عنك .
ـ وماذا لديك يا جدي ؟
ـ لعبة بسيطة لكن لغزها صعب ويشوقك إلى التفكير به .
ـ حسنا إذن هات اللعبة يا جدي .
ـ نعم فلنخرج إلى حديقة المنزل أولا .
بعد أن صار الاثنان في الحديقة أخذ الجد قارورتين من البلاستيك المرن لهما نفس السعة غير أن فم إحديهما أوسع من فم الأخرى فملأهما بالماء ثم قال لعمر : اقلب هاتين القارورتين رأسا على عقب في نفس اللحظة واجعلهما تستنفدان محتواهما في نفس اللحظة .
ـ سهلة جدا .
وأخذ عمر بعد قلب القارورتين يضغط على القارورة ذات الفم الأصغر ضغطا متتاليا حتى نفدتا في نفس اللحظة .
ـ الجد : أحسنت يا بني أنت ذكي فعلا .
ـ إنها بسيطة يا جدي ألم أقل لك ؟
ـ لا تستعجل ، الآن المرحلة الثانية : اجعل القارورة ذات الفم الأصغر تستنفد محتواها قبل الأخرى .
ـ هذه أسهل من سابقتها .
وأخذ عمر يزيد من شدة ضغطه على القارورة ذات الفم الأصغر حتى نفدت قبل أختها .
ـ الجد : ممتاز يا بني ، والآن المرحلة الأصعب التي لم يتمكن من حل لغزها أي أحد من قبل ، حاول أن تجعل القارورتين تستنفدان ما فيهما في نفس اللحظة أو القارورة ذات الفم الأصغر تستنفد محتواها قبل الأخرى ، لكن هذه المرة اقلبهما ولا تزد على ذلك .
سكت عمر قليلا ثم قال : وكيف يا جدي ؟ هذا غير ممكن .
ـ لا تستعجل حكمك فأنت لم تجرب بعد .
ـ حسنا على رغم عدم اقتناعي بالأمر .
ظل عمر يحاول ويعاود المحاولات ولكن هيهات ، وبعد ساعة من الزمن ضجر فاستلقى على الأرض وألقى بالقارورتين متذمرا : مستحيل ، قلت مستحيل يا جدي ، إن لم أضغط على القارورة ذات الفم الصغير فإنها بالتأكيد ستكون هي آخر من تفرغ ، والماء لن تزداد غزارة اندفاعه إلا إذا ضغطنا عليها .
هنا انفجر الجد ضاحكا فاشمأز عمر قائلا : لم تضحك عليّ يا جدي ؟ أليس هذا لغزك أنت ؟
ـ إنما أضحك يا بني لأنك تلفظت الجواب الصحيح ، وفي الواقع لم تكن هذه اللعبة إلا لجعلك تفهم الحقيقة .
ـ حقيقة ماذا يا جدي ؟
ـ استمع لي باهتمام يا بني ، إنما جعلت هذه اللعبة لك لإفهامك أن المذاكرة هي سبيل التفوق .
ـ مازلت لم أفهمك بعد .
ـ أرأيت القارورة ذات الفم الكبير هذه هي زميلك خالد ، والأخرى هي أنت ، وأما الضغط الذي تمارسه على القارورة ذات الفم الصغير فهو المذاكرة ، فكما أن ضغطك على القارورة ذات الفم الصغير جعلها تفرغ مع أو حتى قبل القارورة ذات الفم الكبير ، كذلك أنت لو بذلت جهدك في المذاكرة لبلغت إلى مستوى زميلك خالد بل وستفوقه بإذن الله على رغم أن الله أعطاه عقلا أوسع من عقلك ، ولا جدوى من محاولة مقارنة نفسك به إن لم تذاكر بسبب المنحة التي معه من الله تعالى والتجربة الأخيرة خير برهان ، وأنت اعترفت بنفسك يا بني أنك إن لم تضغط على القارورة ذات الفم الصغير فمن المستحيل أن تفرغ قبل أختها ولن تزداد غزارة الماء بمفردها ، فكذلك التفوق لن يأتي بمفرده دون سبب ، فهل فهمت فضل المذاكرة يا بني ؟
هنا ابتسم عمر وفرح وقال : أشكرك جزيلا يا جدي أن جعلتني أفهم هذا ، وأعدك أني سأبدأ المذاكرة منذ اليوم تحضيرا لبقية العام الدراسي ، وسأتفوق على زميلي خالد . انتهت

لذا إن كنت قارورة لها فم صغير فلا تتردد بالضغط المتواصل على نفسك وستبلغ بل ستفوق القوارير الأكبر منك فما .

المؤلف : النينجا الأسود

شكرا دائما تمتعنا بقصصك يا صديقي

العفو يا أخي ، ممتن لك كثيرا على كلماتك الجميلة

شكرا

عفوا ، شكرا لكم على المرور الجميل

كانت قصة متميزة للللللللل

» هي كلمه انظر لمعناها
» لا تقرأ ســـــــــورة الفــــــــاتحــة بســــرعـة ... انظر لماذا؟؟؟