بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على المصطفى وكفى , وبعد :
هذا حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما - في مسند الإمام أحمد وبسند صحيح - قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كيف أنت إذا بقيت في حثالة الناس؟))قال: قلت: يا رسول الله، كيف ذلك؟ قال: ((إذا مَرِجت عهودهم وأماناتهم، وكانوا هكذا، وشبك بين أصابعه))، قال قلت: ما أصنع عند ذاك يا رسول الله؟ قال: ((اتق الله عز وجل وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصتك وإياك وعوامهم)).
ورواية الإمام أبي داود في كتاب الملاحم.
قال: ((كيف بكم وبزمان، أو يوشك أن يأتي زمان، يغربل الناس فيه غربلة، تبقى حثالة من الناس. قد مرجت عهودهم وأماناتهم، واختلفوا فكانوا هكذا، وشبك بين أصابعه))، فقالوا: كيف بنا يا رسول الله، فقال: ((تأخذون ما تعرفون، وتذرون ما تنكرون، وتقبلون على أمر خاصتكم وتذرون أمر عامتكم)).
وفي رواية: قال: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الفتنة فقال: ((إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم وخفت أماناتهم، وكانوا هكذا))، وشبك بين أصابعه، قال: فقمت إليه فقلت: كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فِداك؟ قال: ((الزم بيتك، واملك عليك لسانك، وخذ ما تعرف ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة)).
-------------------------------
قوله: ((كيف أنت إذا بقيت في حثالة من الناس؟)).
الحثالة: هي التي في آخر الإناء.
والحثالة: هو الرديء من كل شيء، فحثالة التمر هو أردؤه، وما لا خير فيه.
وكذلك الحثالة من الناس، هم أراذل الناس وشرارهم وسفلتهم، وهم الذين لا خير فيهم.
- صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم -
وصلى الله على المصطفى