إخواني, أخواتي الأعزاء ,من الواجب علينا أن نتحدث في صلة الرحم التي تعتبر من المهمات الهامة جدا و لكن للأسف لا يعلم هذا إلا القليل, مع العلم أن صلةالرحم هي فرض عين على كل مسلم ومسلمة .
وهذه أحكامها وثواب واصلها وعقوبة تاركها في الدنيا والاخرة:
حكم صلةالرحموقطعها
صلةالرحمواجبة وقطيعتها محرمة،ومن الكبائر.
قال القرطبي رحمه الله: (اتفقت الملة على أن صلةالرحمواجبة وأن قطيعتهامحرمة
وقال ابن عابدين الحنفي: صلةالرحمواجبة ولو كانت بسلام،وتحية، وهدية، ومعاونة، ومجالسة، ومكالمة، وتلطف، وإحسان، وإن كان غائباً يصلهمبالمكتوب إليهم، أو الهاتف ، فإن قدر على السير كانأفضل.
الأدلة علىذلك
الأدلة على ذلك كثيرة، منها:
1. قوله تعالى: "واتقواالله الذي تساءلون به والأرحام.
2. وقوله تعالى: "فهل عسيتم إن توليتمأن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمىأبصارهم.
4. وعن عائشة رضيالله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الرحمشُجْنة من الرحمن،فقال الله: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته.
فضل وثواب واصلالرحمفي الدنياوالآخرة
لقد وعد الله ورسوله واصلالرحمبالفضل العظيم، والأجرالكبير، والثواب الجزيل، من ذلك:
أولاً: فيالدنيا
1. فهو موصول بالله عز وجل في الدنيا والآخرة، فعن أبيهريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله لما فَرَغ من خلق الخلائق قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة؛ قال: نعم، أما ترضين أنأصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب؛ قال: فهو لك؛ قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم: اقرأوا إن شئتم: "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعواأرحامكم.
فضائل صلة الرحم
1- صلة الرحم شعار الإيمان بالله , واليوم الآخر.
2- سبب لزيادة العمر , وبسط الرزق .
3- تجلب صلة الله للواصل .
4- هي من أعظم أسباب دخول الجنة .
5- هي من محاسن الإسلام .
6- وهي مما اتفقت عليه الشرائع
7- هي دليل على كرم النفس , وسعة الأفق .
8- وهي سبب لشيوع المحبة , والترابط بين الأقارب.
9- وهي ترفع من قيمة الواصل .
10- صلة الرحم تعمر الديار .
11- وتيسر الحساب .
12- وتكفر الذنوب والخطايا .
13- وتدفع ميتة السوء .
فعن أبي سعيد الخدري رضيالله عنه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :من سـرَّه أن يُبسط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمـه.
وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: صلة الرحم، وحسن الجوار،وحسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار، ولأبي يَعْلى من حديث يرفع ، إن الصدقة وصلةالرحميزيد الله بهما في العمر ويدفع بهما ميتة السوء.
لا تعارض أخيالكريم بين هذه الأحاديث وبين قوله عز وجل: "فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعةولايستقدمون"، لأن هذه الزيادة وهي على حقيقتها بالنسبة إلى علم المَلك الموكلبكتابة الأجل، وشقي أم سعيد، أما الآية فهذا بالنسبة إلى علم الله عز وجل، فعلمالله لا زيادة فيه ولا نقصان، ولكن يوحى للملك بأن عمر فلان ستون سنة، وبسبب صلتهلرحمه يبلغ عمره ثمانين سنة مثلاً، وهو الذي أشار إليه ربنا بقوله: يمحو الله مايشاء ويثبت وعنده أم الكتاب، ولهذا لا داعي لصرف اللفظ عن معناه الظاهر بأن المرادأن يبارك الله في عمره، واللهأعلم.