منتديات قلم المصمم
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي القلم المصمم
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
منتديات قلم المصمم
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي القلم المصمم
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
منتديات قلم المصمم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات قلم المصمم

أهلا و سهلا في منتديات قلم المصمم-اسلام-ثقافة-فن-برامج-بلوتوث-طبخ-العاب-الغاز-نكت. نتمنى لك قضاء وقت ممتع معنا  
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التخطيط أساس النجاح

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
العربي قدوري
مصمم مبتدئ
مصمم مبتدئ
العربي قدوري


عدد المساهمات : 34
نقاط : 37
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/03/2011
العمر : 31

التخطيط أساس النجاح Empty
مُساهمةموضوع: التخطيط أساس النجاح   التخطيط أساس النجاح Emptyالجمعة أبريل 22, 2011 1:17 am

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
الإتقان ثمرة التخطيط ، وكلّما ارتفع إحكام التخطيط ، إرتفعت درجة إتقان العمل باطّراد ، وأعطى النّتائج المرجوّة منه على جميع المستويات الماديّة والمعنويّة .
لو سأل كلّ واحد فَشِلَ في تحقيق هدف من أهدافه نفسه : لِمَ فشلتُ ؟ ثمّ شرع يبحث عن الخلل ، لَوَجدَ أنّ النّسبة الرّئيسيّة في فشلِه هو عدم التّخطيط . فالطّالب المتعثّر في دراسته ، والتّاجر الذي خرج من تجارته بدون طائل ، والمتذمّر من سوء سلوك أولاده ، والمشتكي من تصميم بيته الذي شيّده ، أو فساد عطلته ، أو إهدار وقته الخ... ، مرّوا أثناء إنجاز مشاريعهم بغير سبيل التخطيط ، وسلّموا أزمّة أهدافهم إلى مرحلة ارتجال ، أو تهاون ، أو غفلة ، لا مبرّر لها .
وكلمة التخطيط جارية على كلّ لسان ، ولها وقْعٌ شجيّ على الوجدان والعقل معاً ، مقبولة الذّكر من الجميع ، لكنّ ذلك في جلّه واقع بالقول وفي الأماني ، وإن وقعَ فلا يكاد يمسّ سوى الخطوط العريضة من الهدف ، التي هي أقرب إلى أدنى الضّرورات . أمّا ما عداها فهي فوضى وتسيّب ، وأكداس من الأخطاء الفنّية لا تورّث إلاّ خيبة الأمل .
ليس التخطيط نزوة نفس صفا مزاجها لفترة ففعلته استمتاعا ، لأنّه استمتاع يعقبه خبو ، وما بعده إلاّ الرماد ، وهو كذلك ليس موضة جهّزها الغير لمآربه فاغتنمناها فرصة نحاكي بها المتحضّرين ، ونتباهى بها على المتخلّفين . إنّ التخطيط علمٌ وفنٌّ ، له قواعده وأسسه ، ولا يعطي أقصى مردودية له إلاّ إذا تحوّل إلى ثقافة وتقليد واسع النطاق ، راسخ رسوخ المعتقدات . هو عمل ، وتربية ، وتجربة ، ورياضة ، وهو بالقياس إلى المجتمعات معيار دقيق لمدى التحضّر ، والجديّة ، والتطلّع إلى الأحسن .
كلامي اليوم عن التخطيط الفردي البسيط الذي لا يحتاج إلاّ إلى عقل عاديّ موضوعيّ ، وإلى نسبة من الرّزانة تسمح بمنع كلّ حركة قبل التفكير . وقد يفسح الله تعالى في العمر وفي الوقت فنتحدّث عن التّخطيط المعقّد نسبيّا ، ودوره في في إحداث هذه القفزة الجبّارة للحضارة ، وفتح أبواب التقدّم والسّيطرة أمام بعض المجتمعات والشّعوب في العالم .
كيف نخطّط
التخطيط - كما يدلّ عليه اسمه - هو إعداد واستعداد مسبق لتحويل فكرة مشروع من حالة النظر إلى حالة الوجود الموضوعي . هو ترك أثر لا يمحى على ورقة ، أو لوح ، أو سبّورة ، لوقتٍ كافٍ لتدبّر تفاصيل المشروع ، وتصوّر تفاعلها مع بعضها البعض ممّا يعسر وقوعه اعتمادا على الذهن والذّاكرة فقط .
قـاعـدة
إحضار ورقة وقلم ، واختيار المكان الهادئ ، المساعد على التركيز .

قد يستخفّ البعض بمسألة الورقة والقلم ، لكنّنا نتمسّك بها لأنّ فائدتها تكمن أوّلا في ضمان حفظ نتائج الإستنتاجات الكثيرة التي لا يمكن أن تبقى كلّها عالقة بالذهن ، وثانيا في شمولية الرّؤية المساعدة على تعديل دور كلّ جزئية بالنسبة لبقية الجزئيات في كلّ مرّة يلاحظ المعنيّ أنّ الإنسجام قد اختلّ ، أو أنّه لا يزال منقوصا .
مقوّمات المشاريع
المشاريع ألوان وأشكال وذات طبائع لا حصر لها ، ووسائل إنجازها كثيرة ومختلفة ، لكنّها كلّها تشترك في مقوّمات لا مفرّ من توفّرها كي تنجح . إنّها - في نظري - أربعة عوامل رئيسية :
الموضوعية
صفة يجب أن ترافق جميع مراحل إنجاز المشروع . إنّها الصّدق مع النّفس في تقييم الممكن من قدراتك الماديّة والمعنويّة كي تنطلق مرتكِزاً على قاعدة صلبة ، وعلى بيِّنة من أمرك ، لا تخشى أن يفاجئك مجهول أثناء تقدّمك .
الوقت
ونقصد به تحديد الوقت الإجمالي لتنفيذ المشروع ، وكذلك أقساط التّوقيت وفقا للمواعيد والمراحل .
المرحلية
وهي تقسيم المشروع إلى مراحل حسب طبيعته وظروفه الخاصّة ، قصد إلقاء نظرة فاحصة على ما أُنجِز عند نهاية كلّ مرحلة ، وإدخال ما يجب من إصلاحات قبل التوغّل أكثر . وهي - أيّ المرحلية - ضرورية لتخفيف حمل العمل ، والتّرويح عن النفس .
الجدّيّة
وهي تناول جانب المشروع المطلوب إنجازه من غير تشعّبٍ أو خروجٍ عن الموضوع . وهي أيضا النّفَس الطّويل المصحوب بالتّعب وتوطين النّفْس عليه بشيء من الصّبر .
وتبقى - طبعا - تفاصيل التّطبيق الخارجة عن الحصر والتصنيف ، لكنّها جوانب غير مستعصية إذا تمّت السيطرة الحقيقية على النّقاط الأربع المذكورة .
تطبيقـات
وسنقدّم الآن أمثلة تطبيقية جاهزة لبعض مناحي نشاطات النّاس ، قابلة للإستعمال . ولا يخامرنا شكّ في أنّها ستعطي نتائج مضمونة بإذن الله إذا أخلص منفّذوها ، وكانوا فعلا في مستوى حسن الظنّ الذي نعهده في الكثير .
i - مراجعة الدّروس المقرّرة طيلة السّنة الدّراسية
الموضوعية

*
هي القبول بإيمان واقتناع بأنّ الله تعالى قد جعل جزءاً كبيرا من حاجاتنا بأيدي غيرنا ، وعدم الإحجام أو التردّد في الإنطلاق للبحث عن المرغوب عند من يملكه إذا افتقدتَه عندك ، ولو كلّفكَ تجرّع مرارة الإتّصال بمن تكره ، وتذكّرْ أنّه الجسر الوحيد لتعبر وتستمرّ .
*
إعترِفْ بقدرتك الذّهنية بشجاعة ، وضعْ نفسك في المرتبة التي تحسّ أنك أهل لها ، واللاّئقة بك ، ولا تنخدع بالمقارنات الزّائفة التي لا تعكس سوى مجاملات ذاتيّة ، وتذكّرْ أنّ تلك المرتبة ، وإن كانت أقلّ من غيرك ، فإنّها قابلة للتّحسين والتّطوير بالعمل ورياضة النّفس .

الوقت

يجب أن يكون الوقت محدّدا بدقّة : بداية المراجعة ومدّتها . وتضبط المدّة وفقا لقدرة الطّالب على الإستيعاب والفهم من ناحية ، وإلى نوع المادّة المراجَعَة . ولا شكّ أنّ وقت مراجعة المواد التي تعتمد على الفهم وحده ، وحلّ التّمرينات ، يكون أكبر منه في التي يكفي فيها الفهم المباشر مع الحفظ .
لا بدّ أن يحدّد الطّالب لنفسه فترات مختلفة الطّول لا تزيد على ثلاثة ( 03 ) للمراجعة .


ليس شرطا آكدا أن تكون البداية دائما في نفس السّاعة ، لكننا نشير إلى أنّ هناك أوقاتا من المستحسن تحرّيها ، وهي : بعد قيلولة ، إذا كانت فترة بعد الظهر في المدرسة فارغة . بعد وجبة العشاء مباشرة . وفي الصّباح إذا كانت أوّل فترة دراسية تبدأ متأخّرة عن البداية المعتادة للمؤسّسة . لكن الذي نميل إلى جعله وقتا معتادا للمراجعة هو : بعد صلاة العشاء وتناول وجبة العشاء . ويجب الإعتدال في اختيار المدّة ، لأنّ من شأن المبالغة في الإطالة التوقّف النهائي .
الزّمن
بعد العِشاء والعَشاء .
المدّة

*
من 30 إلى 45 دقيقة للحفظ وفهم النّصوص .
*
من 45 إلى 60 دقيقة لدراسة وتحليل النّصوص الأدبية والفلسفية .
*
من 60 إلى 90 دقيقة لمراجعة المواد العلمية الدّقيقة : رياضيات ، فيزياء ، كيمياء ، وإنجاز ما يكفي من التّطبيقات للسّيطرة على التفاصيل النّظرية .

ولا نقصد بالمداومة أن تتواصل المراجعة طيلة أيام الأسبوع كاملة دون توقّف ، ونرى أنّ خمسة أيّام على المنوال الذي ذكرناه كافية كي يكون الطّالب دائما مواكبا للبرنامج . أما يوما الرّاحة المقترَحان فيجب أن يكونا متباعدين ، ويكون يوم عطلة أخر الأسبوع أحدهما .
عدد أيّام المراجعة
خمسة أيام
عدد أيام الرّاحة
يومان متباعدان ، يكون يوم عطلة آخر الأسبوع أحدهما
المرحلية

هي في هذا الميدان ما بعد مواعيد الإختبارات ، وظهور نتائج الإمتحانات . إنّها الفرصة المناسبة للتفكير مليّا وبرويّة في ما هو مُرضي من العمل ، وما يدعو إلى إعادة النّظر للتّصحيح .
الجدّية


هي الضامنة للتغلّب على الكسل ، والإنجذاب إلى الدّعة . وليعلم كلّ طالب أنّ الطّاقة اللاّزمة هي مجرّد دفقة تعطي دفعة للإنطلاق ، ثمّ يصبح الإستمرار تلقائيّا ، بل وترافقه متعة .
وهي كذلك ضامنة للتغلّب على صعوبات إيجاد المعلومة المناسبة أثناء العمل لإكمال حصّة المراجعة ، أو تذكّرها قبل البداية لكن وُجِد من الأسباب الوجيهة ما يحول دون الوصول إليها .
هذه نقطة مهمّة لا يجب التهاون بها ، لأنّ كلّ جزء غير مفهوم من برنامجك قد يكون بابا تهبّ عليك من خلاله رياح الخيبة . ولذلك ننصح الطّالب بتسجيل ما عسُرَ فهمه . وإذا كان السبب غير متعلّق بالفهم ، كعدم القدرة على اقتناء مرجع ، أو تعذّر الخروج ليلا ، فالواجب عدم التماطل بعد زوال الأسباب .
احترام المدّة المعيَّنة لكلّ قسم من المراجعة ، والتوقّف عند انتهائها ، لأنّ تحديد نهية للعمل مدعاة للرّاحة النفسية ، وإزاحة الخوف من المجهول . تحديد النهاية يعني القدرة على برمجة الوقت ، وإعطاء انسغالات الحياة الأخرى نصيبها . إنّه ممارسة للعدل مع النّفس ، وإحساس به من شأنه شحن صاحبه بقوّة إقبال طيّب ، وتفرّغ فعليّ للمراجعة بذهن صاف وحاضر .
والجدّية أيضا تضحية من أجل العمل المنظّم ، وتحقيق الأهداف السّامية . ولا أقصد بالتّضحية ـ هنا ـ إشعال ثورة ، وإنّما أقصد التضحية ببعض المألوفات ، والضّغط قليلا على النّفس لتتأقلم مع واقع به جفاف وصلابة . ونطمئن كلّ طالب بأنّ النسبية في الأمور كفيلة بإحلال الوضع الجديد مكان الوضع القديم ، وتتحوّل تلك الصلابة الخفيفة إلى نمط عيش محبوب ، وحتى في حال فشل في تحويل وضعه المعهود ، ولم يجد للإنسجام مع الجديد سبيلا ، فليتحمَّلْه تكلّفا ولا يخشى عنتا لأنّه واقع يدوم وقتا قصيرا ، وتساعده على تحمّله دوافع النّجاح .
وننصح الطالب أن لا يقرن بين قسمين أو أكثر من أقسام المراجعة المذكورة قدر الإمكان ، كأن يراجع اللغة أو التاريخ ، ثم ينتقل إلى الرّياضيات ، لأنّ لكلّ صنف تأثير معيّن في النفس والإستعداد ، وأنّ المادة التي بعد تكون في غالب الأحيان ضحيّة للسّطحية وعدم التركيز .
وليس شرطا أن تكون المادّة المراجَعَة اليوم هي التي المبرمجة في الغد ، لأنّ مشروع المراجعة ليس فقط للإمتحانات ، ولكنه تكوين يهدف إلى التمكّن من المعرفة ، ونقشها في الذّاكرة ، واستغلالها في المستقبل البعيد . إنّ من فَهِمَ اليوم فَهْماً صحيحا بمقدوره خوض امتحانات بعد سنة مع قليل من المراجعة .

ii - المراجعة لتحضير امتحان نهائي ( الأهلية ، البكالوريا ) .
الإختلاف في الإمتحانات هو اختلاف في أهميّته المستقاة من أهميّة المرحلة التي يؤدّي النجاح فيه إليها ، أمّا من حيث كونه امتحان فهو كمثل غيره ممّا يُمَارَس دوريّا طيلة سنيّ الدراسة .
تخلق أهميّة الإمتحان ظروفا تحيط بالطّالب ، وتؤثّر على نفسيته وسلوكه تأثيرا سلبيّا كابحا ، يَقوى ويضعف حسب طبيعته وتكوينه . وتبرز في مثل هذه الأوقات الحاجة المُلِحّة لإشرافٍ مكثّفٍ من قِبَلِ المؤسّسة متمثّلة في الأساتذة ، ومن قِبَلِ البيت متمثّلة في الوالدين ، وكبار الإخوة والأخوات ، كلٌّ حسب اختصاصه ومؤهّلاته ، بوتيرة سريعة التردّد تحول دون وقوع الطّالب فريسة لضعفه ، وأفكاره الخاطئة .
المساندة الصّحيحة ، ورفع المعنويات بالتّوجيه الموضوعي ، من شأنه تعديل مفهوم الإمتحان لدى الطّالب ، وتحويله من عدوّ لدود مرهوب ، إلى صديق محبوب بيده مفاتيح أبواب المستقبل ، ورهن إشارته لفتحها على مصاريعها .
إنّ امتحان الأهلية أو البكالوريا ليس بدعا من الإمتحانات - كما قلنا - وإنّ محتوى ورقة الأسئلة في أيّ مادّة كانت ، في مدرسة حيِّكَ أو بلدتكَ ، بين زملائكَ ورفاقكَ ، لن يختلف عنه في ورقة امتحان الأهلية أو البكالوريا ، ولهذا السبب نحن نركّز على المراجعة المستمرّة الدّائمة طيلة السّنة ، وفي كلّ المستويات ، لأنّ فيها رياضة على العمل ، وتدريبا على أنماط سليمة من التّفكير والمهارات ، وإحاطة بالضّروري من المعارف ، بحيث تكون حاضرة ، أو سهلة المعالجة والممارسة في كلّ حين ، وهذه في حدّ ذاتها هي أسس الثّقة بالنفس ، والوسيلة المُثْلى الصّادقة لتقدير الإمتحان حقّ قدره بلا زيادة ولا نقصان .
خطّتك في المراجعة العاديّة لن تتغيّر كثيرا ، والتّغيير القليل الحاصل يمسّ الكمّ أكثر من الكيف باعتبار أنّ البرنامج المدروس ينطبق عليه ما انطبق على مواد السنوات التي مَضَتْ ، وما مضاعفة الجهد إلاّ من أجل تفادي الأخطاء المُقصِية عند المِحكّ بالسقوط فيها وتصليحها ما دام هناك فرصة للتّراجع والإستدراك . هو ترقيةٌ للمستوى ، وتسطيرُ طريق آمنٍ ، خالٍ من العراقيل قدر الإمكان ، ضامنٍ للوصول .
التغيير الآخر هو الحريّة في تقسيم أوقات المراجعة طيلة تلك السّنة ، وزيادة مدّتها حسب الضرورة . وما دامت الفترة محدّدة ، فالواجب على كلّ طالب تحمّل عبئا أكبر منها ، وتذكّر - عند الإحساس بالإرهاق ، والحاجة إلى التوقّف - عظم الهدف المنشود ، ومرارة الفشل التي تفوق بأضعاف مضاعفة مرارة التعب والسهر . وغنيّ عن القول أنّ المقاومة يجب أن تكون في حدود المعقول ، وأنّ ما نقصده هو أنّ تلك الأحاسيس هي بدايات إملاءات النفس التي لو كان الأمر لها لَمَا تحرّكَ مفصل في الإنسان لِبَذْل مجهود ، وهي إملاءات زائفة يجب تجاهلها ، والمُضِيّ قُدُماً لأن ثمرة المجهود كامنة فيما بعدها : هناك صلابة العزيمة ، وقوّة الثقة بالنفس ، وتذليل الصعاب . أيّها الطالب ، إنّ كل توقّف عند هذه النقطة هو تفويت صريح لالتقاط كنز في متناول اليد ، وتضييع قطوف دانية من ثمار النواميس الإلهية التي لا تتخلّف أبدا .
تنبيه هامّ

المراجعة الجماعية مفيدة لكن في حدود ، وهي لا تغني عن المراجعة الفردية ، ونحذّر الطلاّب من الإعتماد عليها وحدها للتّحضير لأيّ امتحان كان بدون استثناء لأنّها تُعطي انطباعا مغلوطا بالفهم والسيطرة على المادّة المدروسة سيطرة كليّة ، ولا تظهر نقائصها إلاّ عند نقطة اللاّرجوع حيث لا يفيد التراجع .
ويعود جانب القصور في المراجعة الجماعية في كونها تحرم الطّلبة من التدرّب على خوض مصاعب المواد بأنفسهم ، بفكرهم وجهودهم وتوظيف طاقاتهم الخاصّة ، وتفوّت عليهم فرصة تذوّق المسؤولية تطبيقا ، فَهُمْ بها يفقدون الكثير مثلما يستفيدون .
إنّ الوحيد المستفيد من المراجعة الجماعية استفادة كاملة هو من يترأس الجماعة ، وهو في العادة أذكاهم ، لأنه المبادر بالحلول وكتابتها ، وتفسير ما أشكل من المسائل للحضور ، وهو ما يعادل - بالنسبة له - أكثر من المراجعة الفردية .
هل أعني بذلك إلغاء المراجعة الجماعية جملة وتفصيلا ؟
لا ، أبدا ! لكن يجب أن تتمّ بشروط ، وأهمّها أن أن لا تحجب الطّالب عن مراجعته الفردية ، وأن لا تأخذ من زمن المراجعة الكلّي سوى قسط صغير قدر ما يسمح للطالب للإحتكاك المفيد بمن هو أشدّ تفوّقا منه ، وأن تكون أدوار التصدّر لحلّ المسائل تناوبية . وليعلم الأخ الطالب الكريم أن دروس الإستدراك تحت إشراف أساتذته ، أو آلية استشارتهم في كل ما يشكل بانتظام هو أنجع بكثير من ألف مراجعة جماعية .
أيها الإخوة الكرام ، لا يجب أن تفهموني خطأ . فأنا بقولي هذا لا أتحدّث عن العمل الجماعي بمعناه الفلسفي الواسع الذي لا شكّ في جدواه والحاجة الماسّة إليه ، ولكنّي أحذّر من مغبّة تصرّف قد تتشابك خيوط المنفعة فيه مع خيوط المضرّة ، ثم تفضي إلى ما لا يحمد عقباه .
تعلّـم لـغـة
اللغة ليست فقط مفردات ، وتعلّم لغة وإتقانها لا يعني بأيّ حال حفظ محتويات قواميسها . المفردات أواني تحمل المعاني ، والفكر الإنساني معاني متراصّة ومتسلسلة تكوّن معنى أكبر .
ولذلك ، فإنّ تعلّم لغة من اللغات ، وإن كان يمرّ من تعلّم مفرداتها ، فإنّه يعتمد اعتمادا رئيسيّا على على آليات ربطها ببعضها لتوظيفها في إبراز المعاني المراد توصيلها ، ومخاطبة الناس بها .
والمخطط الذي سنضعه ينطبق على أيّ لغة بشرط أن يكون المتعلّم حائزا على المبادئ الأولى للّغة المعنيّة ، أيّ أن يكون له سابق معرفة بأبجديتها ، وجملة من مفرداتها ، وشيء من مخارج ونطق حروفها ، وبعبارة أخرى ، هو مخطّط لتحسين العلم بتلك اللغة ، وإتقان استعمالاتها .
الموضوعية

1.
يجب العلم بأنّ فنّ تعلّم اللغات موهبة ربّانية ، مثلها مثل موهبة الخطّ ، والشعر ، والرسم ، الخ... . نقول هذا لنشير إلى عدم التأثّر سلبيا بالتفاوت المحتوم في الفهم والإستجابة بين متعلّم وآخر . قبل البداية إفهم نفسك ، وضَعْهَا في خانتها التي تستحقّها ، وابْنِ مخطّطكَ على تلك الأسس .
2.
عدم التأجيل بالمبالغة في تحضير كلّ الوسائل ، وتكديس المراجع ، لأنّ ما تحتاجه حقّا هو : نصّ ، وقاموس مزدوج أو في نفس اللغة ، وقلم رصاص ، ودفتر .

تحتاج لنصّ ، وقاموس ، وقلم رصاص ، ودفتر عادي .
الوقت

تحدّد مدّة دراسة اللغة على ضوء ظروف المتعلّم ، بالنظر إلى مستواه المكتسب فيها ، ودوافعه في تعلّمها لأنّ باختلاف الدوافع تختلف سرعة وتركيز التعلّم . لكنّنا سنعتبر أن كلّ من أراد تعلّم لغة فلِدافِعٍ به ما يكفي من مسبّبات الإهتمام البالغ ، وننطلق من مستوى بسيط ، وسنقسّم فترة التعلّم إلى ثلاث مراحل :

*
المرحلة الأولى : وتدوم ستة أشهر ، وبثلاث حصص متفرقة في الأسبوع ، زمن كل حصّة من 45 إلى 60 دقيقة .
*
المرحلة الثانية : وهي مرحلة بداية التفتّح ، والتأقلم مع اللغة وأسرارها ، وتدوم سنة كاملة ، بنفس عدد الحصص والزمن .
*
المرحلة الثالة : وهي مرحلة الإتقان والتحكّم ، وحدّها ما تبقّى من العمر ، تعمّقا وممارسة .

المرحلة الأولى
لمدّة 6 أشهر ، وثلاث حصص في الأسبوع ، و من 45 إلى 60 دقيقة لكلّ حصّة .
المرحلة الثانية
لمدّة سنة ، وثلاث حصص في الأسبوع ، و من 45 إلى 60 دقيقة لكلّ حصّة .
المرحلة الثالثة
مدّة الحياة ، من غير تحديد
والزمن الذي حدّدناه هو أقلّ ما يجزئ للحصول على نتيجة في تلك 18 شهرا بين المرحلة الأولى والثانية ، ولكل واحد الحريّة في الزيادة على نفس المنوال ، كتنويع المطالعات والمشاهدات، أو وفق غيره إذا صادف فرصا تنقله نقلة نوعية كمعاشرة من يتكلّم تلك اللغة مثلا . ويجب الحذر من ثقل التكلّف ، والإنقياد وراء سراب التسرّع وحرق المراحل بحجّة طيّ المدّة ، لأنها كلّها أسباب تؤدّي إلى توقّف المشروع برمّته .
الجدّية

تحضير ما يجب لدراسة اللغة المختارة :

*
قاموس متوسّع مزدوج يكون الشرح فيه بلغة المتعلّم .
يقول البعض إن في القاموس المزدوج حرمانا للمتعلِّم من تعوّد التفكير باللغة المنشودة ، والأفضل استعمال قاموس يكون شرح المفردات فيه بها . وهذا كلام صحيح ، لكنه لا يناسب المبتدئين ، لأن رصيدهم اللغوي لا يزال هزيلا ، واستعمال هكذا قواميس مضرّ بهم كون فهم الشروح يتطلّب فهماً لتلك اللغة ، وهو ما لا يليق إلاّ بمن قطع شوطا كبيرا في التحصيل ، ويصبو إلى نقلات نوعية كالتخصّص مثل . ثم إنّ أثر ذلك الحرمان قابل للمحو إذا تقيّد المتعلّم حقّا بما ننصحه به ، وثابر حتى يصل إلى درجة الإطّلاع على آداب تلك اللغة ، وأعمال الكتّاب من أهلها .
إذا كنتَ عربيّاً وأردتَ مواصلة تعلّم اللغة الفرنسية فلا بد لك من قاموس فرنسي - عربيّ على الأقلّ .
*
نصوص بسيطة وقصيرة من كتب قصص الأطفال أو برامج السنوات الإبتدائية إن لزم الأمر . الشيء الأهمّ في الأمر هو الصدق مع النفس ، وعدم التحرّج من التنزّل إلى مستويات دنيا . فإذا أحسّ المتعلّم أنّ مستوى مّا لم يعد مستعص عليه ، فلَهُ أن ينتقل تدريجيا إلى الذي يليه .
*
النظر في القاموس ليس فقط من باب فهم معنى الكلمات ، لكن أيضا بالتنبّه إلى ما يشير إليه من معارف إملائية ، ونحوية ، وصرفية ، إمّا مباشرة على الصفحة المفتوحة ، أو بالإحالة إلى الملاحق والجداول المرافقة . إنّ كلّ تعلّم بغير هذه الضوابط هو أقرب إلى الحديث الدّارج الذي لا تحتاج حيازته سوى إلى الإختلاط بأهله مدّة ، وليس هذا هو هدفنا .
*
عدم الرضوخ للصعوبات في البداية ، وعدم اليأس من بطء التقدّم واستعصاء الكثير عن الفهم ، وعدم الإستسلام للملل من التنقل الدائم من النص إلى القاموس ثم نسيان معاني الكثير من الكلمات والعبارات عند مصادفتها مرّات أخرى خلال المطالعة . ولتهوين الصعوبات بعض الشيء ننصح بما يلي :
o
إختيار نصوص قصيرة ، أو فقرات موجزة سهلة
o
تدوين معنى الكلمات باللغة الأم للمتعلِّم في دفتر وعلى صفحة مستقلّة لكلّ نصّ ، وبأمثل طريقة يختارها المتعلم بنفسه ، حتى إذا عاد إليها فهم قصده ومصطلحاته .
o
معاودة ما كتب مرّات حتى يرسخ في الذهن أكبر قدر من المعاني

وتكون المطالعة على الطريقة التالية :

*
قراءة النص أو الفقرة مرة قراءة كاملة ، وتقييم درجة الفهم الإجمالي .
*
بداية قراءته ودراسته جملة جملة ، لا ينتقل من واحدة حتى لا يبقى فيها شيء غامض ، إلاّ ما احتاج فعلا إلى استشارة مطّلِعٍ
*
وضع سطر بقلم الرصاص ( إن أمكن ) تحت كلّ كلمة غير مفهومة في الجملة المعنية عند قراءتها من الأوّل إلى الآخر ، ثمّ محاولة استقرائها واستنتاج معناها بما تيسّر له من مكتسبات سابقة .
*
البحث عن معنى كلّ كلمة غير مفهومة في القاموس ، وتسجيل ما يعين على تذكّرها في الدفتر المصاحب .
*
إعادة قراءة الجملة المفهومة عددا من المرات .
*
تنويع المواضيع من أجل إثراء متوازن للرصيد اللغوي في كل مناحي الحياة ( رياضة ، مجتمع ، اقتصاد ، سياسة ... ) . سوف تحسّ من حصّة إلى حصّة بنتيجة مجهودك ، وتتلذّذ بثمرة مثابرتك ، وتغمرك السعادة عند مصادفتك كلمات لم تعد في حاجة لقاموسك لفهمها ، وهو دليل على بداية تسارع التذكّر والإستحضار الناجم عن الممارسة المستمرّة ، والمكث الطويل . ومن بين ما سيثير انتباهك النقص التدريجي للكلمات المسطّرة في نصوصك وصفحات كتابك ، وهي إشارة وبشارة لا ريبة فيها على صحّة وجهتك .
سوف تحس بعد المرحلة الأولى بالقدرة على كتابة موضوع بسيط ، وحرية مناورة ولو نسبية في استعمال ما اكتسبتَ ، بل والتكلّم يتلك اللغة بثقة متزايدة لأنّ غشاوة الجهل بما لا يستهان به من مفرداتها وأساليبها قد انقشعت . سوف تتفتّح آفاق أخرى بداخلك على أنماط أخرى من التفكير تقوّي من دوافعك للمواصلة .
من أسبوع لآخر تتضاعف نسب التحصيل ، وتسهل العملية كلّها حتى يتحوّل ما كان يمثّل عذابا قبل فترة إلى نعيم وساعة حبور . إنّها سعادة الأنس الداخلي الذي يرسيه العلم والإطّلاع والمعرفة ، وسعادة تذوّق الشعور بالرقيّ من خلال إنجاز المفيد النافع .
بعد ثمانية عشر شهرا تحين ساعة الفطام ، ويتحرر المتعلم من عيون المخطط الصارمة ، ويطير البلبل بجناحيه محلّقا في فضاء رحب شاسع لا حدود له . فضاء جميل ، وغني بما لذّ وطاب من الأغذية ، يصيب السابح فيه بالحيرة في كيفيات الإختيار . هناك ، وفقط هناك ، تحسّ بغبن تضييع أوقات مضتْ ، والندم على فرص أهدرت في توافه الأمور ، وطاقة تخطّفها التبذير إلى غير رجعة . هناك تحسّ بقلّة الوقت ، وحجم الآمال ، وتكتشف غفلة النائمين من حولك من الغرقى في " اللاّشيء " .
إنها استفاقة . ونعمت الإستفاقة مهما تأخّرتْ .

ملاحظة

لقد أسقطتُ عمدا ذكر الوسائل العصرية في تعلّم اللغات مثل الوسائل السمعية البصرية ، والمدارس الخاصة ، والأنترنت ، لأني أردتُ أن أثبت أنه بأقلّ القليل ممّا يملكه الجميع نستطيع إحراز نجاح باهر .
وأردتُ كذلك عرض أسلوب كفاح يعين على إتقان البحث في القواميس ، وخلق مهارات فردية في البحث ، واحتكاك مباشر مع النصوص بالعين واليد والنطق من أجل تثبيت أمتن للمعلومات .
وتبقى على أية حال كلّ الأبواب مفتوحة لمن تيسّرت له الوسائل لخوض التجربة بما يراه مناسبا من المصادر التي ذكرناها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اسيل الفخورة
مشرف/ـة عامة
مشرف/ـة عامة
اسيل الفخورة


عدد المساهمات : 906
نقاط : 943
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 15/02/2011
العمر : 27

التخطيط أساس النجاح Empty
مُساهمةموضوع: رد: التخطيط أساس النجاح   التخطيط أساس النجاح Emptyالأحد مايو 01, 2011 12:03 am

\\/*/
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التخطيط أساس النجاح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لماذا يبتعد النجاح عنك؟ ؟؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قلم المصمم :: المنتــدى العـــــــــــــآم « ● :: موآضيـــــــــع مختـــلفة ومتنوعة« ●-
انتقل الى: