قصة من تأليفي ... لقد رأيت

بسم الله الرحمن الرحيم

خطرت ببالي فكرة جميلة فقررت أن أكتبها على شكل قصة أضع لكم منها جزءا كل مرة ، وهي بعنوان "لقد رأيت" ، أترككم معها :

الجزء الأول :

عدت من المدرسة حوالي منتصف النهار وأنا متعب جدا ، فقد كنا في وسط فصل الربيع والجو كان خانقا يدعو إلى الكسل فرميت محفظتي بانزعاج واستلقيت فورا فوق سريري ثم ناديت بصوت عال : أمي ، هل الغداء جاهز ؟؟
فردت علي من المطبخ : هل تدرسون مساء ؟
فأجبتها : أبدا
فقالت لي : إذن انتظر حوالي نصف ساعة وسيجهز كل شيء
فوضعت رأسي الثقيل على الوسادة فأخذني النعاس .
وبعد مدة استيقظت فجأة لأجد أنني أشعر ببرد شديد مما أثار استغرابي : ألم يكن الجو قبل قليل خانقا ؟؟
ثم ناديت بصوت عال : أمي ، ألم تنتهي بعد .
ولكن لم يرد علي أحد فكررت النداء لكن لا شيء فقط الصمت .
احترت بشدة : أين ذهبت في هذا الوقت ؟
ألقيت نظرة سريعة على الساعة وإذا بها الخامسة مساء ... يا إلهي هل نمت كل هذا الوقت
نزلت بسرعة وإذا الأرض جليد من شدة البرد : ما قصة الجو يا ترى ؟
المهم أني لبست ملابس دافئة بسبب هذا البرد المفاجئ ثم توجهت إلى كل غرفة في المنزل وإلى المطبح والحمام ولكن لم يكن هناك أثر لأي أحد وكأنهم تبخروا في الهواء ...
أخذت عصافير بطني تزقزق فانتبهت إلى أني جائع بشدة ذلك أني لم آكل شيئا منذ عشاء البارحة فتوجهت إلى الثلاجة وفتحتها وبدأت أبحث : طماطم ... فلفل .... جزر ، لا ليس هذا ما أريده ... آه ها هو الجبن ، ولكن لما وضعت يدي عليه ذاب تماما كأنه لم يكن ...... والآن ما هذه الأمور الغريبة التي تحدث معي ، سأخرج إلى الشارع قليلا لأستنشق الهواء.
خرجت إلى الخارج و............. أصابتني دهشة لا تكاد تصدق فقد كانت الأرض بيضاء مغطاة بالثلوج ..... هل أنا أحلم ؟ ثلج ؟ هنا ؟ في منطقتنا ؟ هذه معجزة .. حقا إنها معجزة ، وأنا الآن فقدت عقلي ... أولا : المنزل فارغ تماما كأنه مسكون بالأشباح ، ثانيا : الجبن ذاب دون أي سبب واضح ، وأخيرا : ثلج في منطقتنا الصحراوية وقريبا من فصل الصيف ...
أخذ القلق يزداد علي شيئا فشيئا بعد ما رأيت ، وما زاد منه هو أن الشارع كان مقفرا لا حركة فيه .
جلست قرب العتبة واسترسلت في تفكير عميق : ترى ؟ هل ذهب الجميع إلى مكان ما ولم أعلم ... أم .... أف لا أدري فتفكيري مشوش .
قمت من مكاني بسرعة وعزمت على استكشاف الأمر فذهبت أولا إلى الهاتف وأخذت رقم منزل جدي ولكن عبثا لا أحد يرد أبدا .
جربت بعد ذلك أرقام منازل عمي وعمتي وخالي وخالتي وكان الأمر دائما يخفق .
ظللت واقفا في حيرة من أمري ولا أدري ماذا أفعل .... ما العمل الآن ؟؟ لقد تطورت الأحداث بسرعة ، لم يبق إلا أن أخرج وأتجول لأرى ما يجري .
ذهبت أولا جهة الملعب ثم المناطق المجاورة وكلها كانت فارغة فقررت عندها أن أزور الثانوية التي أدرس بها ربما أجد أحدا هناك .
أخذت أركض بسرعة فوق الثلوج حيث شعرت بشعور مختلف ، فهي المرة الأولى التي أمشي فيها فوق الثلج ، وفي أثناء ركضي مررت قرب دكان فرأيته مفتوحا فتوقفت ودخلت إليه وألقيت التحية لكن لا رد منه أبدا ..... الآن لابد أن الأمر خطير ، أن يترك أحدهم دكانه هكذا لا يدل إلا على أن أمرا ما لا أعرفه يقع ...
واصلت طريقي نحو الثانوية وما إن وصلت بجانبها حتى صعقت مما رأيت .............

انتظروا الجزء الثاني قريبا إن شاء الله ، وأنا بانتظار ردودكم

بسم الله الرحمن الرحيم

انتظرت ردودكم إخواني ولكني لم أجدها ، لذلك سأضع الجزء الثاني من قصتي "لقد رأيت" وأرجوكم هذه المرة ردودكم :

الجزء الثاني :

ما إن وصلت قرب الثانوية حتى صعقني المنظر الذي رأيته .......... من بين كل الأمور الغريبة التي مرت بي اليوم هذا هو الأغرب ............. إن الثانوية بكاملها .... بأرضيتها وساحتها واقفة في الهواء ... حقا هذا لا يصدق .
بقيت جامدا لفترة بسبب هول هذا المنظر وكنت أفكر أن هناك أمرا ما يقع فعلا وهذا هو الدليل القاطع عليه : ترى هل هذا سحر أم أن هناك قوة فوق العادة هي المسؤولة عن هذا ؟؟ كما أنني أشك أن المسؤول عن ارتفاع الثانوية في الهواء هو نفسه وراء اختفاء الجميع وتساقط الثلوج وربما حتى ما حدث مع قطعة الجبن .
فكرت في أن أذهب وأتحرى الأمر عن قرب لكني خفت في البداية .... وما أدراني بما يحدث داخل ذلك المكان الغامض ، فلم تعد بأي حال من الأحوال الثانوية التي أعرفها .
لم أعرف ماذا علي القيام به .... هل أذهب ؟؟ أم لا أذهب ؟؟ .... إنها مخاطرة ؟ .... لكن .... لكن ...
ثم تشجعت وحرضت نفسي على التحرك : اذهب هناك ولا تخف ، فإن بقيت مكانك لن تكتشف شيئا بل ربما يزداد الأمر سوءا .
اقتربت بهدوء من المبنى ، عبرت الطريق بهدوء وسط الصمت العميق حتى وصلت قرب الجدار فاختبأت وراءه واسترقت النظر بهدوء إلى البوابة التي كانت طبعا في الأعلى فلم أر أحدا . تسلقت الشجرة حتى وصلت إلى حافة رصيف الثانوية فوضعت قدمي بحرض حتى تأكدت أنه لا شيء خطر عندها ركضت بسرعة نحو الداخل .
عندما دخلت كان كل شيء طبيعيا كما أعرفه ولا شيء غير عادي ، اقتربت من أحد الأقسام وحاولت الدخول إليه ولكنه لم يفتح أبدا .
ضربت الباب بأقدامي وكتفي ولكنه لم ينخلع من مكانه فقد كان مقفلا بإحكام وصلبا كثيرا ما جعلني أحتار من ذلك ..... ليس من عادتهم إغلاق الأبواب هكذا ؟؟؟ لابد أنهم يخفون بها شيئا ما لا يريدون أن يعلم به أحد .
وفي هذه الأثناء أثارت انتباهي أصوات خطوات أقدام قادمة من الدرج فارتعبت وأخذت أبحث عن مكان أختبئ فيه .
التفت يمينا ويسارا وأخيرا قررت الاختباء خلف دعامة المدرج .
بقيت أنظر نحو الدرج .... وأخيرا لقد رأيت شخصا على الأقل ، إنه المدير يحمل صندوقا ويسير بخطوات سريعة متجها نحو الرقابة .
هممت أن أخرج لأذهب إليه وأسأله لكني عدلت عن رأيي لما رأيت رجلا آخر يرتدي عباءة حمراء وشعره أشقر ويضع على عينيه نظارات متطورة يخرج من الرقابة وهو يقف أمام المدير الذي سلمه الصندوق وسط حيرتي واستغرابي : من يكون هذا الذي لم أره من قبل ؟؟ وما علاقته بمؤسستنا ؟ لا يبدو لي من بلادنا فمواصفاته غريبة عنا ؟؟
ووسط كل هذه الأسئلة انتبهت إلى الرجل يتحدث : أحسنت عملا كلايد والآن لقد أتممنا كل شيء تقريبا . ثم رحل المدير مجددا نحو الطابق العلوي في حين ابتسم الرجل ابتسامة غريبة ثم عاود الدخول إلى الرقابة .
انتابني الرعب من كلامه وابتسامته ..... يا إلهي عن أي شيء يتكلم ؟ لماذا نادى المدير بكلايد مع أنه ليس اسمه ؟؟ ماذا يقصد بأنه قد أتم كل شيء تقريبا ؟؟ هل هي خطة أو مشروع ما ؟؟ أنا لا أشعر بالأمان أبدا تجاههما ، وأنا متأكد أن ما يدبر هنا لن يأتي بالخير على قريتنا .
قررت أن أتبع المدير إلى الطابق العلوي دون أن يكتشفني ، فانسللت بهدوء حتى بلغت الدرج . أخذت أصعد خطوة خطوة حتى وصلت إلى الطابق الثاني . أخذت أنظر من خلف الجدار بهدوء فرأيت المدير يدخل إلى قسم الرياضيات الذي أدرس به .
توجهت بسرعة إلى قسم الرياضيات وتوقفت عند الباب ثم نظرت وأنا أشعر بالخوف الشديد و....................

إلى هنا ينتهي الجزء الثاني ، كونوا بانتظار الجزء الثالث إن شاء الله ، وأرجوكم لا تنسوا الرد والتقييم